الخميس، 24 ديسمبر 2009

ღ ّ ღ الحب الأعمى الذي يقوده الجنون ღ ّ ღ



بسم الله الرحمان الرحيم 


ღ الحب الأعمى الذي يقوده الجنون ღ



كان يا مكان في قديم الزمان ...
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ...
كانت الفضائل والرذائل ... تطوف العالم معا ...
وتشعر بالملل الشديد ...
اقترح الإبداع ... لعبة ...
و أسماها الإستغماية ... أو الطميمة ... أو الاختباء
أحب الجميع الفكرة ... وصرخ الجنون :
أريد أن أبدأ ...
أريد أن أبدأ... أريد أن أبدأ ...
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد ...
وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء...
ثم إنه إتكأ بمرفقيه ... على شجرة ... وبدأ ...
واحد ... اثنان ... ثلاثة ...
وبدأت الرذائل و الفضائل بالاختباء ...
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر ...
وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة ...
دلف الولع بين الغيوم ...
ومضى الشوق إلى باطن الأرض ...
الكذب قال بصوت عال :
سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم توجه لقعر البحيرة ...
استمر الجنون :
تسعة وسبعون ... ثمانون ... واحد وثمانون ...
خلال ذلك أتمت كل الفضائل و الرذائل تخفيها عدا الحب ،
كعادته لم يكن صاحب قرار ...
وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجئ لأحد
فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب ...
تابع الجنون : خمسة وتسعون ... ستة وتسعون ...
وعندما وصل في تعداده إلى مائة ...
قفز الحب في أجمة من الورد ... واختفى بداخلها ...
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحا
أنا آت إليكم ... أنا آت إليكم ...
كان الكسل أول من انكشف ...
لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه ...
ثم ما لبثت أن ظهرت الرقة المختفية في القمر ...
وبعدها خرج الكذب من قعر البحيرة مقطوع النفس ...
وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض ...
وجدهم الجنون جميعا ...
واحدا بعد الآخر ما عدا الحب ...
كاد الجنون يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن الحب ،
حين اقترب منه الحسد ، وهمس في أذنه :
الحب متخف في شجرة الورد ...
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح ...
وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ...
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ...
ظهر الحب وهو يحجب عينيه بيديه
والدم يقطر من بين أصابعه ...
صاح الجنون نادما : يا إلهي ماذا فعلت ؟
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب : لن تستطيع إعادة النظر لي ...
ولكن ما زال هنالك ما تستطيع فعله لأجلي ... كن دليلي ! ...
وهذا ما حصل ... من يومها يمضي الحب الأعمى ويقوده الجنون ...



مدونة صقر الجزائر © 2008 | تصميم وتطوير حسن